أول وسيلة لغرس الخوف من الله والمراقبة في نفوس الأبناء هي وجود القدوة الحية والملموسة أمامهم ،والمتمثلة في سلوكيات المحيطين بهم عامة والوالدين على وجه الخصوص.
فيلمس الطفل الحرص على تحقيق الخوف من الله في سلوكيات والديه حتى يقتدي بهما ،وفي السن الصغيرة يتم تعزيز المفهوم من خلال شرحه للطفل والإجابة على تساؤلاته ،فإذا سأل الطفل مثلا:لماذا لا نسمع الأغاني ؟تكون الإجابة :لأن الله لا يحب الأغاني وهي حرام،والله يرانا ولا نريد أن يغضب علينا.
كما يتم استخدام أسلوب التربية بالآيات القرآنية من خلال الوقوف على آيات الخوف في القرآن وتفسيرها بما يتناسب مع عمر الطفل،وتدبرها وجعل الطفل يحفظها قدر إمكانه ويرددها باستمرار.
ومن أنفع الأساليب كذلك في تعزيز مفهوم الخوف من الله الاعتماد على الحوار والوعظ وللوالدين في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: (كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ،وإذا استعنت فاستعن بالله ،واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف) .
كذلك يعتبر أسلوب ضرب الأمثال من أنجح الأساليب وهو الأسلوب الذي اتبعه لقمان في وعظ ابنه، قال تعالى: { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } [سورة لقمان:16].
كذلك لابد من تعزيز المواقف واستغلال الأحداث وربطها بصورة مباشرة بالخوف من الله واستحضار مراقبة الله ،فيمكن للأم أن تستغل_على سبيل المثال _ فترة الاختبارات وتتحدث عن تحريم الإسلام للغش وربط ذلك بضرورة الخوف من الله،كذلك تستغل السلوكيات الحسنة للأبناء وتربطها بالخوف من الله وطلب رضاه مثال : (خالد أجاد في حل الواجب لأنه يعلم أن الله يطلع عليه ..).
هذه مجموعة من الأساليب التربوية التي يمكن أن تساعد الوالدين في تعزيز مفهوم الخوف من الله في نفوس الأبناء ،والحقيقة أن من واجب الوالدين أن يحرصا على تنوع الأساليب التربوية ،كما يجب عليهما أن يحرصا على ما يلي :
. الابتعاد تماما عن الأساليب التي من شأنها أن تنفر الطفل وتوصل له مفهوم خاطئ عن الخوف من الله ،كأسلوب القسوة والمبالغة والترهيب والتخويف والتهديد...
.
. أن يشرحا للطفل الفرق بين الخوف من الله والخوف من الناس ،وأن الخوف من الله لا يعني أبدا الهروب منه بل يعني الحرص على رضاه والتقرب منه.
المسيء هو من يجب أن يخاف من الله ،أما من يحرص على طاعة الله فإن الله يحفظه ويرعاه ويجزل له العطاء.
الحرص على الموازنة في تقديم مفهوم الخوف ،فالخوف لابد أن يقابله الرجاء
منقول للفائدة