لا دين حق إلا دين الإسلام
سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - الفئات الرئيسية للموضوع
العقيدة والمذاهب المعاصرة
لا أخوة بين المسلمين والكافرين ولا دين حق غير دين الإسلام الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعدك فقد نشرت صحيفة عكاظ في عددها 3031 الصادر بتاريخ 27/8/1394هـ خبراً يتعلق بإقامة صلاة الجمعة في مسجد قرطبة وذكرت فيه أن الاحتفال بذلك يعد تأكيداً لعلاقات الأخوة والمحبة بين أبناء الديانتين الإسلام والمسيحية. انتهى المقصود. كما نشرت صحيفة أخبار العالم الإسلامي في عددها 395 الصادر بتاريخ 29/8/1349هـ الخبر المذكور وذكرت ما نصه: "ولا شك أن هذا العمل يعتبر تأكيداً لسماحة الإسلام وأن الدين واحد" إلى آخره. ونظراً إلى ما في هذا الكلام من مصادمة الأدلة الشرعية الدالة على أنه لا أخوة ولا محبة بين المسلمين والكافرين، وإنما ذلك بين المسلمين أنفسهم، وأنه لا اتحاد بين الدينين الإسلامي والنصراني، لأن الدين الإسلامي هو الحق الذي يجب على جميع أهل الأرض المكلفين اتباعه أما النصرانية فكفر وضلال بنص القرآن الكريم. ومن الأدلة على ما ذكرنا : قول الله سبحانه في سورة الحجرات: (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم) الآية [سورة الحجرات، الآية10]. وقول الله عز وجل في سورة الممتحنة: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) الآية [الممتحنة، الآية4]. وقوله سبحانه وتعالى في سورة المجادلة: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو أزواجهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) [المجادلة: الآية: 22]. وقوله تعالى في سورة التوبة: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)الآية [التوبة: الآية:51]. وقوله سبحانه في سورة المائدة: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) [المائدة، 51]. وقوله عز وجل في سورة آل عمران: (إن الدين عند الله الإسلام) الآية، [آل عمران، 19]. وقوله تعالى في نفس السورة: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) [آل عمران: 85]. وقوله عز وجل في سورة المائدة: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) الآية [المائدة: 72]. وقوله سبحانه في سورة المائدة أيضاً: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد) الآية [المائدة، الآية:73]. وقوله تعالى في سورة الكهف: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً .الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) [سورة الكهف، الآيات: 103-105]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يكذبه" الحديث رواه مسلم. ففي هذه الآيات الكريمات والحديث الشريف وما جاء في معنى ذلك من الآيات والأحاديث ما يدل دلالة ظاهرة على أن الأخوة والمحبة إنما تكون بين المؤمنين أنفسهم. أما الكفار فيجب بغضهم في الله ومعاداتهم فيه سبحانه، وتحرم موالاتهم وتوليهم حتى يؤمنوا بالله وحده ويدعوا ما هم عليه من الكفر والضلال. كما دلت الآيات الأخيرة على أن الدين الحق هو دين الإسلام الذي بعث الله به نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وسائر المسلمين وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن معاشر الأنبياء ديننا واحد" رواه البخاري في صحيحه أما ما سواه من الأديان الأخرى سواء كانت يهودية أو نصرانية أو غيرهما فكلها باطلة وما فيها من حق فقد جاءت شريعة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم به أو ما هو أكمل منه لأنها شريعة كاملة عامة لجميع أهل الأرض أما ما سواها فشرائع خاصة نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي أكمل الشرائع وأعمها وأنفعها للعباد في المعاش والمعاد كما قال الله سبحانه يخاطب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: (وأنزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) الآية [سورة المائدة: 48]. وقد أوجب الله عل جميع المكلفين من أهل الأرض اتباعه والتمسك بشرعه كما قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر صفة محمد عليه الصلاة والسلام: 0فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) [سورة الأعراف، الآية: 157]. ثم قال عز وجل بعدها: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) [سورة الأعراف، الآية: 158]. ونفى الإيمان عن جميع من لم يحكمه فقال سبحانه في سورة النساء: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً فيما قضيت ويسلموا تسليماً) [سورة النساء، الآية: 65]. وحكم على اليهود والنصارى بالكفر والشرك من أجل نسبتهم الولد لله سبحانه واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله عز وجل بقوله تعالى في سورة التوبة: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون. يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.) [سورة التوبة، الآيات: 30،31،32،33]. ولو قيل أن هذا الاحتفال يعتبر تأكيداً لعلاقات التعاون بين أبناء الديانتين فيما ينفع الجميع لكان ذلك وجيهاً ولا محذور فيه، ولواجب النصح لله ولعباده رأيت التنبيه على ذلك لكونه من الأمور العظيمة التي قد تلتبس على بعض الناس. وأسأل الله أن يوفقنا وسائر المسلمين للأخوة الصادقة في الله والمحبة فيه ومن أجله وأن يهدي أبناء البشرية جميعاً للدخول في دين الله الذي بعث به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم والتمسك به وتحكيمه ونبذ ما خالفه لأن في ذلك السعادة الأبدية والنجاة في الدنيا والآخرة، كما أن فيه حل جميع المشاكل في الحاضر والمستقبل إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه … وجوب دعوة اليهود والمشركين وغيرهم من الكفار الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد نشرت بعض الصحف المحلية عن بعض الناس أنه قال: (إننا لا نكن العداء لليهود واليهودية وإننا نحترم جميع الأديان السماوية، وذلك في معرض حديثه عن الوضع في الشرق الأوسط بعد العدوان اليهودي على العرب. ولما كان هذا الكلام في شأن اليهود واليهودية يخالف صريح الكتاب العزيز والسنة المطهرة، ويخالف العقيدة الإسلامية وهو تصريح يخشى أن يغتر به بعض الناس، رأيت التنبيه على ما جاء فيه من الخطأ نصحاً لله ولعباده… فأقول: قد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أنه يجب على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود وسائر المشركين وأن يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء كما أخبر الله سبحانه في كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، أن اليهود والمشركين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) [سورة الممتحنة، الآية:1]. إلى قوله سبحانه: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) [سورة الممتحنة، الآية4]. وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) [سورة التوبة ، الآية 23]. وقال عز وجل في شأن اليهود: (ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون. لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) [سورة المائدة الآيتان:80،81]. وقال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) الآية [سورة المجادلة: الآية22]. والآيات في هذا المعنى كثيرة وهي تدل دلالة صريحة على وجوب بغض الكفار من اليهود والنصارى وسائر المشركين وعلى وجوب معاداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده وتدل أيضا على تحريم مودتهم وموالاتهم وذلك يعني بغضهم والحذر من مكائدهم وما ذاك إلا لكفرهم بالله وعدائهم لدينه ومعاداتهم لأوليائه وكيدهم للإسلام وأهله كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون. ها انتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور. إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط) [سورة آل عمران، الآيات: 118،119]. ففي هذه الآيات الكريمات حث المؤمنين على بغض الكافرين ومعاداتهم في الله سبحانه من وجوه كثيرة. والتحذير من اتخاذهم بطانة والتصريح بأنهم لا يقصرون في إيصال الشر إلينا وهذا هو معنى قوله تعالى: (لا يألونكم خبالاً) [سورة آل عمران: 118]. والخبال هو الفساد والتخريب وصرح سبحانه أنهم يودون عنتنا، والعنت: المشقة، وأوضح سبحانه أن البغضاء قد بدت من أفواههم وذلك فيما ينطقون به من الكلام لمن تأمله وتعقله وما تخفي صدورهم اكبر من الحقد والبغضاء ونية السوء لنا أكبر مما يظهرونه. ثم ذكر سبحانه وتعالى أن هؤلاء الكفار قد يتظاهرون بالإسلام نفاقاً ليدركوا مقاصدهم الخبيثة وإذا خلوا إلى شياطينهم عضوا على المسلمين الأنامل من الغيظ. ثم ذكر عز وجل أن الحسنات التي تحصل لنا من العز والتمكين والنصر على الأعداء ونحو ذلك تسوءهم وان ما حصل لنا من السوء كالهزيمة والأمراض ونحو ذلك يسرهم وما ذلك إلا لشدة عداوتهم وبغضهم لنا ولديننا. ومواقف اليهود من الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام كلها تشهد لما دلت عليه الآيات الكريمات من شدة عداوتهم